المدى الثقافي: النساء أفضل تعبيراً.. في كتابة الأدب القصصي الرومانسي

المدى الثقافي: النساء أفضل تعبيراً.. في كتابة الأدب القصصي الرومانسي

ترجمة: عادل العامل
أثارت مقدمة البرامج التلفزيونية دَيزي غودوين الكثير من الجدل بسبب زعمها أن الرجال لا يحسنون كتابة الروايات الرومانسية. وقد نشرنا رد الكاتب راي كونولي، الذي يفند فيه رأيها هذا، قبل أيام، وننشر اليوم رد الكاتبة ليز هَنت، التي تؤيد فيه رأي غودوين الآنف الذكر.
لو طلبتَ من أية امرأةٍ أن تسمي لك روايتها الرومانسية المفضلة، فإنها على الأرجح ستذكر واحداً من عنوانين: مرتفعات وَذَرِنغ، (لإيميلي برونتي)، والكبرياء والهوى، (لجين أوستن). وليس مهماً أن بطل إحدى الروايتين شخص مضطرب عقلياً، ميّال للتجوال في المستنقعات وهو في حالة جنون من الغضب، واليأس والاحباط الجنسي، بينما يقف الآخر متعالياً هنا وهناك في غرف الاستقبال.

وفي قلب كليهما، هنالك هوىً جارف، استحواذي، تطمح كل امرأة إن كانت فاضلةً الى ان تكون موضوعاً له في وقتٍ ما من حياتها. و تلك هي الكيفية التي تود النساء أن يشعر الرجال نحوهن بها.
وهكذا يجب أن ينشدن ذلك الهوى بين غلافي كتاب، وامرأة أخرى فقط التي تعرف حقاً كيف تبديه لأنها كانت هناك أو ستود أن تكون هناك أيضاً. lol!

فعلى سبيل المثال، لا تحب النساء ريبيكا Rebecca لدَيفن دو مورييه بسبب إعجاب الزوجة الثانية بمكسيم. فالذي يفتنهنَّ هو حبه المعذَّب – والثابت، وهو ما نشك به – للساحرة الشريرة black-hearted المغرية التي كانت السيدة دي ونتَر الأولى.
كما أن النساء يتماهين مع البطلات اللواتي هن مصدر، و ليس موضوع، الهوى الجارف الاستحواذي، وإن يكن مقنَّعاً على نحوٍ ماكر، كما في حالة جين آير.
ثم هناك تشوق امرأةٍ يائس إلى حب ضائع محلَّل بصورة لامعة في After You'd Gone لماغي أوفاريل.
وأود أن أؤكد أن المرأة وحدها التي تستطيع حقاً أن تام بهذه العواطف بطريقة قابلة للتصديق، لأنها عايشتها أو تستطيع أن تصور معايشتها بطريقة لا يستطيعها الرجل. فالرجال أكثر اعتياداً على الملاحقة والحركة.
واسألوا الرجل ما هي روايته الرومانسية المفضلة ويمكن هنا أن يرد ذكر The End of the Affair لغراهام غرين أو Birdsong لسيباستيان فولك.
وبالنسبة لأولئك غير المطلعين جيداً على أي منهما، فإنه جوهرياً الجنس المرتبط بالهجوم الخاطف Blitz في واحدةٍ منهما، و بفظائع حرب الخنادق في الأخرى.
وأنتم ترون، أن الكتَّاب الذكور في الغالب جداً يكونون ملاحقين بالأحداث في القصة، بينما تفهم الكاتبات بشكل أفضل إبقاء الرومانس أمراً مركزياً، ذلك أنه يدفع بالسرد على نحوٍ أفضل وأسرع من أية أداة أخرى. وهو، بالنسبة للنساء، السبب الأساسي لأن يقلبن صفحة.
ولقد كانت (شفرة دافنشي)، ولو أنها مكتوبة بخفة (من قبل رجل)، آسرة للانتباه بأمينها المشوه وراهبها الأمهق، (أي اللبني البشرة، الأبيض الشعر والقرنفلي العينين)، لكنني ثابرت’عليها لأنني – وأخجل من الاعتراف كنت فضوليةً لاكتشاف ما سيحدث بين البطل روبرت لانغدون و صديقته الحميمة صوفي نيفيو.
و، أجل، بالطبع، كان سقوط أتلانتا حدثاً محيطياً ممتعاً في رواية (ذهب مع الريح). غير أن نفسي البالغة 15 عاماً لم تكن مستمتعةً بالسياق التاريخي، كنت فقط أريد أن أعرف ما إذا كانت سكارليت ستفهم أبداً أن ريت هو الرجل الوحيد الذي يفهمها و يحبها بصدق و لذلك ينبغي أن لا يهمَل لصالح أشلي ويلكِز القبيح.
وقبل ثلاثة أسابيع فقط، شاهدت النسخة السينمائية على قناة كيبل و فتنتني مرة أخرى رائعة مارغَريت ميتشل. وكنت أعرف كيف ستنتهي، و لكنني كم تمنيت أن تستولي سكارليت تماماً على (ريت)، بدلاً من الثرثرة بشأن الغد.
إن الكاتبات النسوة أفضل في التفصيل، أيضاً و التفاصيل أساسية في خلق تكوين رومانسي : ماذا كان يرتدي، ماذا كانت ترتدي، كيف كانا يقفان، كيف تحركا، كيف تلامسا...
وقد لاحظت الروائية شارلوت بنكهام ذات مرة أنه لم تكن هناك أوصاف لِما كانت ترتديه البطلة في رواية (مدام بوفاري). و أقرب ما توصل فلوبير من وصف ردائها أنه كان شيئاً ما أبيض ومهدَّباً.
ووفقاً لبنكهام، فإن الرجل لا يثمِّن على وجه الضبط " أن الروح، أو القلب، يمكن أن تتشوق لإطلاق النوع الصحيح من الاصوات الرومانسية، لكنه سيتحول مبتعداً لا لسبب أفضل من أنه قد اندفع لإظهار التزلف الذي، وا حسرتاه، لا يفعل لها شيئاً ". أما النساء فيثمِّنن هذا وأكثر من ذلك كثيراً وذلك هو السبب في أنهن أفضل في الأدب القصصي الرومانسي.

مشكووره على المووضووع الحلوو

باايز